معجم البلدان/الجزء الأول

페이지 정보

profile_image
  • Tomoko

  • 2025-01-09

  • 2 회

  • 0 건

본문

فلمّا وصل إلى بغداد مات فدفعت الضرورة إلى مصالحة عمران كما سنشرحه من أخباره في سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة. فلمّا كان يوم الاثنين السابع عشر من المحرّم بكرّ الناس إلى دار السلطان لأنّه يوم موكب ودولة جديدة، فامتلأت الدهاليز والممرّات والرحاب وشاطئ دجلة منهم وحضر الرجّالة المصافيّة بالسلاح يطالبون بالبيعة ورزق سنة ولم ينحدر مونس إلى دار السلطان ذلك اليوم وأقام في منزله. وعزل المقتدر وزيره الخاقاني بعد أن ولاه سنة وستة أشهر ويومين، وولى مكانه أبا القاسم أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخطيب الخصيبي، لأجل مال بذله من جهة زوجة للحسن بن الفرات، وكان ذلك المال سبعمائة ألف دينار، فأمر الخصيبي علي بن عيسى على أن يكون مشرفا على ديار مصر وبلاد الشام، وهو مقيم بمكة يسير إلى تلك البلاد في بعض الأوقات فيعمل ما ينبغي ثم يرجع إلى مكة. وفيها ورد الخبر بأنّ بنى سليم قطعوا الطريق على قافلة المغرب ومصر والشام الحاجّة إلى مكة في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وكانت قافلة عظيمة وكانت فيها من الحاج والتجار والمنتقلين من الشام إلى العراق هربا من الروم ومن الأمتعة التي لهم نحو عشرين ألف جمل منها دقّ مصر ألف وخمسمائة جمل ومن أمتعة العرب اثنا عشر ألف جمل وكان في الأعدال الأمتعة من العين والورق ما يكثر مقداره جدّا.


ولأحمد عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس سنة خمس وثلاثين في الرحبة ثم قال لهم: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله ﷺ يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس فشهدوا أن رسول الله ﷺ قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". فلمّا كان يوم الجمعة لليلتين بقيتا من رجب وافى نافع الأسود مولى يوسف بن وجيه مستأمنا إليه فقبله. فلمّا كان يوم الخميس للنصف من شوال نفذ الجيش في المراكب والشذاءات وهي مائة قطعة ومعهم المعروف بأبي عبد الله جبّ ونافع الأسود، فلمّا صاروا بسيراف انضم إليه جيش عضد الدولة في مراكب وشذاءات وكان أعدّهم هناك نجدة لعمّه. وفي هذه السنة انهزم إبراهيم السلّار من بين يدي أبي القاسم ابن ميشكى بآذربيجان وورد حضرة ركن الدولة بدابّته وسوطه ولم يفلت معه أحد، فأكرمه ركن الدولة للوصلة التي كان عقدها المرزبان، وكان ركن الدولة قد رزق من أخت إبراهيم ابنه أبا العباس وبالغ ركن الدولة في إعظام إبراهيم وأجزل له العطاء وحمل إليه من كلّ صنف يكون عند الملوك وفي خزائنهم. وجمع وهسوذان وابن ميشكى الرجال من سائر بلدان الديلم فاحتفلا واحتشدا ورجعا إلى الطرم وسار أبو القاسم ابن ميشكى إلى آذربيجان وقد قوّاه وهسوذان بالمال والرجال، فنزل إليهم إبراهيم وجرت بينهما حروب كانت على إبراهيم.


a2cad72598cad00cc50f5b929e79f624_o12.jpg لما انهزم إبراهيم من بين يدي إسماعيل بن وهسوذان وأبي القاسم ابن ميشكى إلى أرمينية ابتدأ في أهبة أخرى واستعداد آخر فبالغ واجتهد وكاتب ملوك أطرافه من الأرمن وغيرهم وجمع الأكراد واستصلح ناحية جستان بن شرمزن ورغب الناس في الولايات والاقطاعات وبذل خطّه لهم بها. علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن دينار بن عبد الله الحافظ الكبير، أستاذ هذه الصناعة، وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا، سمع الكثير، وجمع وصنف وألف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره، ونسيج وحده، وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل، والجرح والتعديل، وحسن التصنيف والتأليف، واتساع الرواية، والاطلاع التام في الدراية، له كتابه المشهور من أحسن المصنفات في بابه، لم يسبق إلى مثله و لا يلحق في شكله إلا من استمد من بحره وعمل كعمله، وله كتاب (العلل) بيّن فيه الصواب من الدخل والمتصل من المرسل والمنقطع والمعضل، وكتاب (الأفراد) الذي لا يفهمه، فضلا عن أن ينظمه، إلا من هو من الحفاظ الأفراد، والأئمة النقاد، والجهابذة الجياد، وله غير ذلك من المصنفات التي هي كالعقود في الأجياد. كنا حكينا من أمر عمان ما جرى في أمرها إلى وقت دخول القرامطة إليها باختيار أهلها وكان مع القرامطة كاتب يعرف بعليّ بن أحمد وكان هو الذي ينظر في أمر البلد والجيش.


وكان كريما جوادا معطيا للجيوش الذين قد التفوا عليه، ثم إنه أملق في بعض الأحيان وهو بشيراز، وطالبه الجند بأرزاقهم وخاف أن ينحل نظام أمره وملكه، فاستلقى على قفاه يوما مفكرا في أمره، وإذا حية قد خرجت من شق في سقف المكان الذي هو فيه ودخلت في آخر، فأمر بنزع تلك السقوف، فوجد هناك مكانا فيه شيء كثير من الذهب، نحو خمسمائة ألف دينار، فأنفق في جيشه ما أراد، وبقي عنده شيء كثير. فسمع صوت نواتين فقال: من هذا الذي يلعب بكعبين وقالوا: باع حويطب بن عبد العزى داراً من معاوية بخمسة وأربعين ألف دينار. وفيها وقعت فتنة شنعاء بين جند بغداد وجند سامرا، ودعا أهل سامرا إلى بيعة المعتز، واستقر أمر أهل بغداد على المستعين، وأخرج المعتز وأخوه المؤيد من السجن فبايع أهل سامرا المعتز واستحوذ على حواصل بيت المال بها فإذا بها خمسمائة ألف دينار، وفي خزانة أم المستعين ألف ألف دينار، وفي حواصل العباس بن المستعين ستمائة ألف دينار، واستفحل أمر المعتز بسامرا. ونظر معزّ الدولة فيما يحتاج إليه من أمر عمان مما سنذكره وانحدر من واسط إلى الأبلّة ونزل في شاطئها في شاطئ عثمان في دار البريديين وأخذ في الاستعداد لإنفاذ جيش إلى عمان وبنى الشذاءات والمراكب قبل ذلك وطالب الديلم بالخروج إلى عمان فاستجابوا إلّا قوما وهم بضعة عشر رجلا، فإنّهم امتنعوا فأمر بطردهم فانقاد الديلم والأتراك إلى ما أراد وندب أبا الفرج محمّد بن العباس للخروج مع الجيش إلى عمان لرياستهم وتدبير الحرب وولاية البلد إذا فتحه.



If you cherished this short article and فني مطابخ الرياض you would like to get much more details about نوافذ منازل حديثة kindly take a look at our webpage.